د. علي فهد الزميع | في النظرية السياسية الاسلامية
ثمة ندرة في اتجاه الدراسات التأصيلية المعنية بالتأسيس لعالم المفاهيم والأفكار في العالم الإسلامي المعاصر، لصالح حالة من الاستغراق في عالم الأشخاص والأحداث والنظم والمؤسسات، دون رابط تحليلي يجمع بين عالم الوعي وعوالم السعي، أو عالم الفكر وعوالم الواقع.
ويلاحظ المتابع للإنتاج الفكري العربي المعاصر في مجال الفكر السياسي غلبة النزعة الوصفية المكررة، وغياب النزعة النقدية التفكيكية البنائية، التي تُعنى بتحليل جذور الفكر السياسي الإسلامي (التراثي -الحديث– المعاصر)، بمستوياته المختلفة الزمانية والمكانية وتنوعاته المذهبية المتعددة؛ سواء على مستوى الفكر السياسي السني-السني، أو الشيعي–الشيعي، أو الشيعي–السني.
د. علي فهد الزميع
د.علي الزميع | الحركات الإسلامية السنيّة والشيعيّة في الكويت (الجزء الثاني)
يمثل هذا الكتاب الجزء الثاني من الأطروحة التي هدفت إلى محاولة رصد مسيرة وتطوّر أبرز التيارات الإسلامية السنية والشيعية على الساحة الكويتية في الفترة الزمنية ما بين عامي (١٩٥٠-١٩٨١)، حيث نستكمل في هذا الجزء محاولة رصد مسيرة هذه التيارات وتطوّرها في الفترة ما بين عامي (١٩٨١ و٢٠١٩) بما تمثله من تحديات سياسية واجتماعية وفكرية واقتصادية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
سعت الدراسة إلى تبنِ منهج ملحوظ يتناول أبعاد فلسفة التأسيس والمناهج التكوينية للحركات وأدبيّاتها، وأثّر هذا وانعكاساته على الأدوار والممارسات، وكذلك مناقشة إلى أي مدى مثّلت هذه الأدبيات معينًا أتاح اتساعًا لآفاق رؤية الممارسة في ضوء تحديات الواقع السياسي والاجتماعي، وذلك بنظر تحليلي نقدي؛ حاول التزام المنهجية العلمية المصنفة من أكاديمي وسياسي ممارس عاش العديد من العقود على دراية ومعايشة قريبة ومتتبعة لهذه المراحل وتحوّلاتها.
وقف الكتاب كذلك على أثر مركزية بعض المفاهيم المحورية في أداء الحركات الإسلامية السياسي، وهي المفاهيم التي يتداخل فيها الفقهي بالعقدي بالحزبي ومن ثم السياسي. حيث ناقش هذه المفاهيم (وهي التي تمثل النسق الفكري الذي يحكم العقل الإسلامي السياسي) وما جرى فيها من تطورات، وما تعانيه رغم ذلك من أزمات كما تعرض الكتاب للفضاءات والمجالات التي نشط فيها الإسلاميون وهي العمل النقابي والعمل التطوعي والخيري والعمل المالي الإسلامي وفترة الغزو.