اصبحت دول الخليج مستقلة بدءاً من أوائل السبعينات وتخلصت من النفوذ البريطاني المباشر الذي هيمن على المنطقة لما يزيد قليلاً على القرن ونصف القرن. وكانت الكويت والسعودية قد سبقتا ذلك الموعد، فقد تخلصت الكويت من المعاهدة البريطانية عام 1960، أما السعودية فقد كان كل ما يربطها بريطانيا وسواها اتفاقات اقتصادية وتفاهماً مشتركاً. وإزاء هذا الواقع كان لا بد لهذه المنطقة “منطقة الخليج” أن تشهد تغيرات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. خصوصاً مع بروز دور البترول الذي ساهم كثيراً في تلك المتغيرات على جميع الأصعدة الحياتية للفرد وللمجتمع الخليجي ككل.
وهذا الكتاب الذي كتب في النصف الأول من السبعينات أخذ على عاتقه إلقاء بعض الأضواء على التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتي كان بعضها في ذلك الوقت حنينياً. ويلاحظ القارئ بأن المؤلف ولمواجهة الأخطار المحدقة بالمجتمع الخليجي وجّه من خلال كتابه هذه، دعوة إلى شيء من الاتحاد بين دول الخليج العربي لا يستقيم الأمن والتنمية في هذا الجزء من العالم إلا به، فكانت دعوة مبكرة تحقق جزء منها بقيام مجلس التعاون للدول العربية في الخليج بعد ذلك بسنوات. ولم تكن المطالبة نفسها عند الخاطر، بل كانت مطلباً من القطاع الواعي نفسها عند الخاطر، بل كانت مطلباً من القطاع الواعي لأبناء منطقة الخليج وتقديراً منهم للمخاطر الجمة التي تواجه أبناء هذه المنطقة ومستقبلهم. وتجدر الإشارة إلى أن الحقائق الواردة في الكتاب ما تزال ثابتة يصرف النظر عن التغيير في الأرقام، فالحقائق القاعدية ما زالت كما هي، لذلك فإن عرضه من جديد للقراء بعد نفاذ ثلاث طبعات سابقة منه، قد يكون ذا فائدة