جاسم السعدون| مناخ الأزمة وأزمة المناخ

بالرغم من ضخامة دور الإخوان المسلمين، والحركة الدينية الأصولية عموما، في الحيا العربية المعاصرة، إلا أن الكتابات والتحليلات العلمية الرصينة المتعلقة بها وبتاريخها وتراجم المساهمين في قيادتها لا تزال أقل من المتوقع. وتزداد المشكلة تعقدا مع حركة الإخوان المسلمين بالذات بسبب اتساع نطاق الحركة، وانتشار فروعها في بلدان عربية ، وغير عربية

" لقد فرط العمل الإسلامي بطاقات كبيرة.. وأهدر أوقاتا لا حصر لها.. وعاش في العصر الحديث بمنطق مختلف .. ولهذا يسجل كل يوم مزيداً من الخسائر والإحباط". " إن  نظرة الناس والحكومات للإسلاميين هي النظرة إلى جماعات متطرفة هلامية تكتفي بالعموميات هرلا من المعرفة ، وتختبئ وراء التطرف نتيجة للجهل"< هذه الملاحظات لم تصدر من أعداء الحركة الدينية كما قد يتوهم البعض، فمصدرها كاتب وداعية ملتزم بفكر ، وعلى الأرجح بحركة الإخوان المسلمين.

يعالج هذا الكتاب فترة من أخصب الفترات في منطقة من أهم المناطق العربية والعالمية هي الخليج العربي، وفي قطر من أهم الأقطار الخليجية هي البحرين، وبالرغم من أن هذا الكتاب يركز أسباباً على البحرين إلا أن مستخلصاته يمكن أن تنسحب، بشكل أو بآخر، على بقية أقطار الخليج العربي، حيث تتشابه وتتماثل ثقافياً وبشرياً واجتماعياً واقتصادياً، وحيث تلعب العوامل نفسها نفس الدور، وربما بنفس الحجم، وفي نفس المسار. لقد عالج هذا الكتاب الفترة الممتدة من (1920 إلى 1971) أي تلك الفترة الحساسة منذ تسلط البريطانيين على مقدرات المنطقة وحتى خروجهم منها، مع ما صاحب ذلك من ألم ومشقة وتطور وتغير قدمت فيه الأجيال التي عانته. كتابٌ مرجِعٌ يسرد التطوّر الاقتصاديّ والاجتماعيّ في البحرين من الحرب العالميّة الأولى حتّى الاستقلال.